اتهم المفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن، في مقاله لصحيفة لوموند الفرنسية في في 25/ 2/ 2019 الرئيس رجب طيب أردوغان بـ”الخيانة”، معتبراً أنه “سبب فشل التجربة الديمقراطية في تركيا“.

وقال كولن، في مقاله لصحيفة “لوموند” الفرنسية، بعثه من الولايات المتحدة حيث مقر إقامته، إن “فشل التجربة الديمقراطية التركية يرجع إلى خيانة نظام أردوغان لهذه القيم، وإغراقه البلاد في الاستبداد”. وفق موقع (العين الإخبارية).

وأضاف أنه “على الرغم من الترحيب بالتجربة التركية كنموذج للديمقراطية الحديثة في مطلع القرن الحادي والعشرين، لتنفيذها إصلاحات تتماشى مع المعايير الديمقراطية للاتحاد الأوروبي، ومحاولة تحسين الظروف العامة للبلاد فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ولكن لسوء الحظ لم يدم الوضع طويلاً بعد صعود أردوغان، فتلاشت هذه الإصلاحات وتدهورت أوضاع البلاد إلى الأسوأ”.

وأشار كولن إلى أنه “عقب فوز أردوغان بالرئاسة التركية في انتخابات عام 2011، الذي كان رئيسا للوزراء آنذاك، بدأ تدريجياً بوضع جميع السلطات في يده وكان هذا الصعود بداية انزلاق البلاد إلى الهاوية”.

ولفت كولن إلى أن “أردوغان أغرق البلاد في الاستبداد ونزع النموذج التركي المثالي، الذي كانت تطمح البلدان ذات الغالبية المسلمة بأن تحتذي به”.

وأوضح كولن أن “الأمر لا يقتصر على استخدام الشعارات الدينية، بل يشمل احترام سيادة القانون مع سلطة قضائية مستقلة، ومسؤولية القادة وحماية الحقوق والحريات غير القابلة للتصرف لكل مواطن.

واعتبر كولن أن “الديمقراطية هي نظام الحكم الأكثر توافقاً مع مبادئ الإسلام”، موضحاً أن “خيانة أردوغان لتعاليم الإسلام جعلت البعض ينفر من تلك التعاليم ويعتقدون أن القيم الإسلامية لاتتوافق مع الديمقراطية”.

وأشار كولن إلى أن “أردوغان قدم صورة سلبية عن الإسلام، بادعائه في خطاباته أن أساليب القمع التي يمارسها هي واجب ديني، في إشارة إلى حملات التطهير العرقي ضد الأكراد”.

وتابع: “من المعروف أن المجتمع التركي يتألف من عناصر غير متجانسة من أيديولوجيات والفلسفات والمعتقدات والإثنيات المختلفة، وأي محاولة لتجانسهم بالقوة أمر لن يؤتي ثماره، بل ستأتي بنتائج عكسية تؤدي إلى انقسام المجتمع بين الأقلية والجماعة ويجعل مواطنيه يشعرون بالاضطهاد”.

ويتهم أردوغان وحزبه “العدالة والتنمية”، كولن بتدبير المحاولة الانقلابية، وهو ما ينفيه الأخير بشدة، فيما ترد المعارضة التركية بأن أحداث ليلة 15 يوليو/تموز كانت “انقلابا مدبرا” لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني.

المصدر: موقع جريدة زمان التركية